أوضحنا في الفصل السابق حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المنبثقة من عقيدته التي لخصها في رسالته لأهل القصيم وقلنا: إن دعوته لست مذهباً جديداً وإنما هي دعوة إلى العودة إلى الإسلام بكل مبادئه وتعاليمه الخالصة من شوائب الشرك والوثنية والبدع ... وبينا أن أساس الأسس التي قامت عليه هذه الدعوة السلفية المباركة هو تحقيق التوحيد وإخلاصه لله جل وعلا، وبينا كذلك أن غاية هذه الدعوة المباركة هي تحقيق العبودية الخالصة لله جل وعلا.
وبالرغم من وضوح حقيقة الدعوة، وشرعية الأسس التي قامت عليها، ونبل الغاية والأهداف التي سعت إلى تحقيقها، بالرغم من ذلك فقد واجهت الدعوة معارضة شديدة وأثار خصومها العديد من الشبهات والمفتريات والأكاذيب.