تصورات كثير من الناس وأصبحت عبادة الأضرحة والقباب والتوسل بالمشائخ والصالحين أحياء وأمواتا جزءا من جوهر الدين. وانتشرت البدع والعادات والتقاليد التي حرمها الإسلام وغلبت الطرق الصوفية التي أصبحت المرجع الأساس عند هؤلاء الناس في أمور الدين.
يصور الشيخ سليمان بن سحمان هذه الحالة في نجد بقوله: "قد خلع"الناس" ربقة التوحيد والدين، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق بغير الله تعالى من الأولياء والصالحين والأصنام والأوثان والشياطين " و "كثير منهم يعتقد النفع في الأحجار والجمادات، ويتبركون بالأشجار، ويرجون منها القبول في جميع الأوقات1. وما ذكره الشيخ بن سحمان لم يكن قاصرا على مصر دون مصر وإنما كان شاملا وعاما في كثير من بلاد المسلمين إلا من عصم ربي. "ففي مصر بلد"الأزهر" رفع الناس لواء العبادات الوثنية والدعاوى الفرعونية وقامت دولة الأدعياء الدراويش2.
والقارئ لكتاب الطبقات الكبرى للشعراني وغيره من الكتب التي كانت متداولة في ذلك العصر، يرى عجبا من العجب وكفرا بواحا. ومن ذلك ما يقول الشعراني: "إن الله وكل بقبر كل وليّ ملكا يقضي حاجة من سأل ذلك الوليّ".