وفي الحجاز: أصبح الدعاء عند القبور من الأمور المألوفة عند كثير من الناس. فيما يفعل عند قبر خديجة في المعلاة وعند قبة أبي طالب من استغاثة وطلب شفاعة شيء تهول له النفوس، وفي اليمن يوجد قبور يتبرك بها العوام وفي الحديدة وحضرموت ويافع.. وفي الشام توجد قبور في دمشق وحلب وأقصى الشام يتبرك بها. وفي العراق قبر أبي حنيفة، ومعروف الكرخي، وكذلك ما يفعله الشيعة عند مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النجف ومشهد الحسين والكاضم في كربلاء. وهذه القبور وغيرها يأتيها الناس فيستغيثون بها ويسألونها قضاء حاجاتهم وتفريج كرباتهم1.
لقد انتشرت الأضرحة والقبور في كل مكان وفي كل مدينة من العالم الإسلامي وأخذ علماء السوء يضعون الكتب للعامة لبيان كيفية الحج لهذه القبور وإقامة البدع عندها.
يصور الحالة التي وصل إليها المسلمون إبان ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أبلغ تصوير الكاتب الأمريكي"لوتروب ستودارد" بقوله: "في القرن الثامن عشر كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ، ومن التدني والانحطاط أعمق درك، فأربد جَوه وطبعت الظلمة كل صقع من أصقاعه ورجا من أرجائه وانتشر فيه