* وقال عبد الله بن سهل: نظر يحيى بن معاذ رحمه الله يومًا إلى إنسان، وهو يقبل ولدًا له صغيرًا فقال: أتحبه؟ قال: نعم. قال: هذا حبك له إذ ولدته فكيف بحب الله له إذ خلقه؟. [الحلية (تهذيبه) 3/ 258].
* وعن أبي محمد المرتعش قال: سمعت أبا الحسن النوري رحمه الله يقول ويوصي بعض أصحابه: عشرة - وأي عشرة - احتفظ بهن واعمل عليهن جهدك:
فأولى ذلك: من رأيته يدعي مع الله - عزَّ وجلَّ - حالة تخرجه عن حد علم الشرع فلا تقربنَّ منه.
والثانية: من رأيته يركن إلى غير أبناء جنسه ويخالطهم فلا تقربنَّ منه.
والثالثة: من رأيته يسكن إلى الرئاسة والتعظيم له فلا تقربن منه، ولا ترتفق به، وإن أرفقك، ولا ترج له فلاحًا.
والرابعة: فقير رجع إلى الدنيا، إن مت جوعًا فلا تقربنَّ منه ولا ترتفق به إن أرفقك، فإن رفقه يقسي قلبك أربعين صباحًا.
والخامسة: من رأيته مستغنيًا بعلمه فلا تأمن جهله.
والسادسة: من رأيته مدعيًا حالة باطنه لا يدل عليها، ولا يشهد عليها حفظ ظاهره، فاتهمه على دينه.
والسابعة: من رأيته يرضى عن نفسه، ويسكن إلى وقته، فاعلم أنه مخدوع، فاحذره أشد الحذر.
والثامنة: مريد يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهة لا ترجونَّ خيره. (?)