* ومر الربيع بن أبي راشد رحمه الله برجل به زمانةٌ، فجلس يحمد الله - عزَّ وجلَّ - ويبكي، فمر به رجلٌ فقال: ما يبكيك رحمك الله؟ قال: ذكرت أهل الجنة وأهل النار، فشبهت أهل الجنة بأهل العافية، وأهل النار بأهل البلاء، فذلك الذي أبكاني. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 492].

* وعن سفيان رحمه الله في قول: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} [القلم: 44]، قال: نسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر. وقال غير سفيان: كلما أحدثوا ذنبًا أحدثت لهم نعمة. قال ابن داود: ونسوا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 504].

* وعن عبد الله بن أبي نوح رحمه الله، قال: قال لي رجل، على بعض السواحل: كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرةً. قال: فهل قصرت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قالت: لا والله، ولكنه أحسن إلي فأعانني. قال: فهل سألته شيئًا قط فأعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئًا سألته؟ ما سألته شيئًا قط إلا أعطاني، ولا استغثت به إلا أغثني. قال: أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء. قال: فربك أحق وأحرى أن تدئب نفسك له في أداء شكر نعمته عليك، وهو المحسن قديمًا وحديثًا إليك؛ والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرًا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 511].

* وقال وهب بن منبه رحمه الله: عبد الله عابد خمسين عامًا، فأوحى إليه أني قد غفرت لك. قال: أي رب، وما تغفر لي ولم أذنب؟! فأذن الله لعرقٍ في عنقه فضرب عليه؛ فلم ينم ولم يصلِّ، ثم سكن فنام، فأتاه ملك فشكا إليه، فقال له: ما لقيت من ضربان العرق، فقال الملك: إن ربك يقول: عبادتك خمسين سنةً تعدل سكون ذا العرق. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 513].

* وقال بكر المزني رحمه الله: لقيت أخا من إخواني من الضعفاء فقلت: يا أخي، أوصني، قال: ما أدري ما أقول، غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر عن الحمد والاستغفار؛ فإن ابن آدم بين نعمة وذنب، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015