فأنصت داود، فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود، فقال له الملك: كيف ترى يا داود؟ أفهمت ما قالت؟ قال: نعم، قال: ماذا قالت؟ قال: سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا ربّ. قال داود: لا، والذي جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 476].
* وقال رجلٌ لأبي تميمة رحمه الله: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحت بين نعمتين، لا أدري أيتهما أفضل: ذنوب سترها الله - عزَّ وجلَّ - فلا يستطيع أن يعيرني بها أحدٌ، ومودةٌ قذفها الله - عزَّ وجلَّ - في قلب العباد لم يبلغها عملي. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 478].
* وعن محمد بن سوقة، قال: مررت مع عون بن عبد الله رحمه الله بالكوفة على قصر الحجاج، فقلت: لو رأيت ما نزل بنا ها هنا زمن الحجاج؟! فقال: مررت كأنك لم تدع إلى ضر مسك؛ ارجع فاحمد الله تعلى واشكره، ألم تسمع إلى قول الله - عزَّ وجلَّ -: {مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إلى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يونس: 12]. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 483].
* وقال فضيل بن عياض رحمه الله: كان يقال: من عرف نعمة الله جل وعز بقلبه، وحمده بلسانه، لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة؛ لقول الله - عزَّ وجلَّ -: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
وقال: كان يقال: من شكر النعمة أن تحدِّث بها.
وقال: قال الله - عزَّ وجلَّ -: " يا ابن آدم، إذا كُنْتَ تَقَلَّبُ في نعمتي وأنتَ تَقَلّبُ في مَعصيتي، فاحذرني لا أصرعُكَ بينَ معاصِيك. يا ابن آدم، اتقني ونَمْ حيثُ شِئْتَ ". [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 483].
* وقال ابن السماك: كتبت إلي محمد بن الحسن رحمه الله حين ولي القضاء بالرقة: أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كل حالٍ، وخف الله - عزَّ وجلَّ - في كل نعمة عليك، لقلة الشكر عليها مع المعصية بها؛ فإن في النعمة حجةً وفيها تبعةٌ؛ فأما الحجة فيها فالمعصية بها، وأما التبعة فيها فقلة الشكر عليها؛ فعفا الله عنك كلما ضيعت من شكرٍ، أو ركبت من ذنبٍ، أو قصرت من حقٍّ. [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/ 492].