فأسلمت، ثم دعوت دوسًا إلى الإسلام فأبطأوا عليَّ، ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: قد غلبتني دوس فادع الله عليهم، فقال (اللهم أهد دوسًا). وقال لي: (اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم).

فخرجت أدعوهم حتى هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ومضت بدر وأحد والخندق، ثم قدمت بمن أسلم من قومي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين، وقلنا: يا رسول الله اجعلنا في ميمنتك، واجعل شعارنا مبرور، ففعل.

فلم أزل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى فتح مكة، فقلت: ابعثني يا رسول الله إلى ذي الكفين: صنم عمرو بن حممة أحرقه، فبعثه إليه فحرقه، فلما أحرقه بان لمن تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعًا، ورجع الطفيل، فكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى مات.

فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو، فقتل الطفيل باليمامة. [المنتظم 4/ 153، 154].

* وعن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل - رضي الله عنه - إلى اليمن، وخاف أن يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت زوجته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت امرأته أم حليم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عقل، وكانت قد اتبعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت له: إن ابن عمي عكرمة قد هرب منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنه، قال: (قد أمنته بأمان الله، فمن لقيه فلا يعرض له) فخرجت في طلبه، فأدركته في ساحل من سواحل تهامة وقد ركب البحر، فجعلت تلوح إليه وتقول: يا بن عم، جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك وقد استأمنت لك فأمنك، فقال: أنت فعلت ذلك؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمنك، فرجع معها، فلما دنا من مكة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت).

قال: فقدم عكرمة فانتهى إلى باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجته معه متنقبة، قال: فاستأذنت على رسول الله فدخلت فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدوم عكرمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015