* وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة. [الزهد للإمام أحمد / 293].

* وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -، قال: جمعتُ القرآن، فقرأتُه كلَّه في ليلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اقراهُ في شهر" قلتُ: يا رسول الله، دعني أستمتع من قُوَّتي وشبابي، قال:"اقرأه في عشرين" قلتُ: دعني أستمتع، قال: "اقرأه في سبع ليال" قلت: دعني يا رسول الله أستمتع. قال: فأبى.

قال الذهبي رحمه الله: صحَّ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازله إلى ثلاث ليالٍ، ونهاهُ أن يقرأَهُ في أقلَّ من ثلاثٍ وهذا كان في الذي نَزَلَ من القرآن، ثم بعدَ هذا القول نزل ما بقي من القرآن. فأقلُّ مراتب النهي أن تُكْرَهَ تلاوةُ القرآن كُلِّه في أقلَّ من ثلاث، فما فقه ولا تَدَبَّر من تلى في أقلَّ من ذلك، ولو تلا ورتَّلَ في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملاً فاضلاً، فالدين يُسْر، فوالله إن ترتيلَ سُبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكارِ المأثورة الثابتة والقول عند النوم واليقظة، ودُبُرَ المكتوبة والسحر، مع النَّظَر في العلم النافع والاشتغالِ به مخلصًا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشادِ الجاهلِ وتفهيمِه، وزجرِ الفاسق، ونحوِ ذلك، مع أداء الفرائض في جماعةٍ بخشوع وطمأنينة وانكسارٍ وإيمان، مع أداء الواجب، واجتنابِ الكبائر، وكثرةِ الدعاءِ والاستغفار، والصدقة وصلةِ الرحم والتواضع والإخلاصِ في جميع ذلك، لَشُغْلٌ عظيمٌ جسيم، ولَمَقامُ أصحابِ اليمين وأولياءِ الله المتقين، فإنَّ سائر ذلك مطلوب. فمتى تَشَاغَلَ العابدُ بختمةٍ في كُلِّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015