وأنا أحلل القضية تحليلا آخر:

القضية أن هناك إنسانا مغرضا يحاول التماس الأخطاء والعيوب للمنتسبين إلى السنة، ونسبة الأكاذيب والقصص المختلقة إليهم مما يصدق وما لا يصدق، فاختلق هذه الفرية ثم نشرها في أوساط الناس، هذا تحليلي لهذه القصة، ومن أنكر فعليه الدليل.

• وفي (سر تأخر العرب101) يقول: (وقد ظهر ناس يتسمون بأهل الحديث، لا يعلمون عن القرآن شيئا، وبضاعتهم في فقه السنة مزجاة، فيهم شبه من فكر الظاهرية، ومزاج الخوارج، وفيهم جمود يغطونه بدعوى الاتباع وفيهم جراءة على أئمة الفقه الكبار، وفيهم اعتداد بأنفسهم وكأنهم المتكلمون باسم الله ورسوله، وفيهم سوء ظن بالآخرين، واشتهاء للنيل منهم والوقيعة فيهم وقد كثر هؤلاء في هذه الأيام العجاف ولولا علمي بأن الجاهل عدو نفسه لقلت إن الاستعمار هو الذي يحركهم وينطقهم وينشئ لهم جماعات في أقطار متباعدة لأنهم مهرة في تقطيع وحدة الأمة) أ. هـ.

• أين المثل العليا يا شيخ محمد؟ أين النظريات المثالية في الأخلاق؟ أين دروس الحكمة والروية والأناة؟ أين من يؤثرون وحدة الأمة على الانتصار لأنفسهم؟ ما بالك تصفهم بالجراءة على الأئمة، وسوء الظن بالآخرين واشتهاء النيل منهم؟

إنهم- إن وجد فيهم شيء من الجراءة على الأئمة فإنهم قد وجدوا في شيوخ كبار قضوا عشرات السنين في ميدان الدعوة والخطابة والتدريس شتائم لفقهاء أعلام وأئمة عظام لا أظن أن أحد من أهل الحديث يستطيع أن يباريها، اللهم قد يوجد بينهم شواذ، لكن لماذا نأخذ هذه الشواذ ونعممها ونعتبرها وضعا غالبا نصم بها اتجاها بأكمله؟

ثم هذا الذي لم يقله الشيخ (. . . . إن الاستعمار هو الذي يحركهم. . . .)

هذا الذي لم يقله هنا قاله هناك ففي (هموم داعية ص131) ذكر هذا الصنف، وقال: (هل وراءهم أحد يكيد للإسلام فقد ظهروا بغتة في أقطار متباعدة وجاءني الجواب على غير انتظار) أ. هـ.

• ثم ذكر أن شابا في مصر سأله سؤالا عن حكم الخل ثم سافر إلى (أبو ظبي) فسئل عقب خطبة جمعة عن حكم الخل أيضا فتعجب الشيخ وقال: (قلت للمصلين هل هذا السؤال مكتوب في عاصمة أجنبية أشرف على وضعه مع غيره من الأسئلة المحقورة بعض المبشرين والمستشرقين الذين يعملون لحساب الاستعمار الثقافي؟ لقد سمعت في إحدى المحافظات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015