ومعاوية سيد من سادات المسلمين، جمع الله به كلمة الأمة بعد افتراقها ومهد به لبسط سلطان الإسلام على أرجاء واسعة من الدنيا، وكان- قبل- أميرا على الشام الذي وعد أهله بالنصر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الطائفة المنصورة: وهم بالشام، وكان هو الخليق بالملك والزعامة في تلك الفترة، من تاريخ المسلمين، وإن كان فيهم من يفوقه في الفضائل الشخصية.

• وفي (ص112) يذكر فتوى "كعب الأحبار" فيقول: (وهذه الفتوى ليست إلا دسا يهوديا لإفساد الإسلام) ، ومن الصعب أن نتقبل مثل هذا القول في رجل كان عمر يسمع منه ويبكي من موعظته ويدنيه، وهو مسلم صحيح الإسلام، فلم اتهام النيات؟

• وفي (السنة النبوية ص87) يذكر كلمة خباب "إن المسلم يؤجر في كل شيء إلا ما يضعه في التراب" ثم يقول: (وكلام خباب -رضي الله عنه- عليه مسحة تشاؤم غلبت عليه لمرضه الذي اكتوى منه ولا يجوز أن نعد البناء رذيلة) . -وسأعرض لهذه الكلمة في فصل قادم-.

• وفي (ص 130) يقول عن نافع -مولى ابن عمر-) ونافع- غفر الله له- مخطئ، فدعوة الناس إلى الإسلام قائمة ابتداء، وتكرارا، ورواية نافع هذه ليست أول خطأ يتورط فيه فقد حدث بأسوأ من ذلك) .. وتفصيل هذه الكلمة له موضع آخر.

• وفي (ص33) يقول بعدما ذكر رأي الشافعية والحنابلة في إجبار البكر. يقول: (ولا نرى وجهة النظر هذه إلا انسياقا مع تقاليد إهانة المرأة وتحقير شخصيتها) أ. هـ.

وفي غير موضع نال الشيخ- غفر الله لنا وله- من الحنابلة ووصف بغضهم بأنهم (همل لا وزن لهم) كما في (هموم داعية) وفي (دستور الوحدة الثقافية، ص129) قريب من ذلك.

• وفي (ص244) من (هموم داعية) قال) لا بأس أن يكون الرجل حنبليا فقط ما دام عمله بين البيت والمسجد أما أن يكون بهذه المثابة ثم يطلب الصدارة في ميدان الثقافة الإسلامية فهذا سفه) .

وبذلك أغلق الشيخ- سامحه الله- باب الصدارة في ميدان الثقافة الإسلامية وفي باب العلم الشرعي على الحنابلة، إنما يجوز أن يكون المرء حنبليا ما دام عمله بين البيت والمسجد.

قد يكون قصد الشيخ- أنه لا يمكن أن تكون حنبليا لا تخرج عن هذه الحنبلية إذا أردت أن تتحرك في الميدان العام بل لابد أن تختار الأقوال الصحيحة ولو كانت خارج مذهب الحنابلة، وهذا الكلام صحيح حتى ما بين البيت والمسجد ينبغي أن يختار الإنسان القول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015