وفي يوم الخميس العشرين منه برز المرسوم بإحضار المقام لغرسي خليل بن الناصر فرج بن الظاهر برقوق من ثغر إسكندرية إلى القاهرة ليتوجه للحج وكتب له المقر الكريم والعلامة والده وصار الناس في سفره ما بين مصدق ومكذب فلما تم ذلك تحقق الحال كان ذلك من الغرائب فأنا لا نعلم أحد امن أولاد السلاطين حج في الدولة التركية بعد وفاة والده الناصر فرج وجده الظاهر برقوق.
فأما انبك فهو باش المماليك السلطانية بمكة وأما الآخرة فهو ناظر الحرم وشاد العمائر ومحتسب مكة ورسم له أن يكون من جملة أمراء العشرات.
فلما نفي السلطان تغري برمش أنعم على شريكه بما كان يحصه وسيره إلى مكة في سنة أحد ى وخمسين واستمر معه إلى هذا الوقت فبدأ لسلطان أن يشرك معه فيه التاجي المذكور كما كان شريكه فيه تغرى برمش الفقيه.