وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرينه وقع بالقاهرة حادثة شنيعة إلى الغاية وي أن الشيخ عليا المحتسب هجم على بيت العلامة الشيخ قوام الدين حسين العجمي الحنفي بعد أن دبر عليه حيلة بان رسل إليه قبل شخصا عجميا على إنه من جملة الطلبة فلما تمكن الرجل من الشيخ وصار يطلع إليه بلا إذن حمل إليه في هذا اليوم آلات ضرب الزغل كالسكة والإصبع وغير ذلك في جرا وقال للشيخ انظر يا سيدي ما افعل فوقف الشيخ وهو متهيئ للركوب لبعض حوائجه والطالب يعيقه عن الذهاب ويطيل معه الحديث حتى طرقهما المحتسب المذكور وهما كذلك فأخذ الجراب المشار إليه والقوام المذكور وأطلق للطالب سبيله حتى هرب وترك جرابه وصعد بالقوام وبالجراب إلى السلطان بعد أن كتب محضرا بالعدول إنه وجد آلة الزغل عنده فرسم السلطان بحبسه بالبرج من القلعة وكان السبب في عداوة المحتسب للقوام كون السلطان لما نفاه قبل انعم على القوام بزاوية المحتسب المطلة على الرملة بالقرب من المصنع ثم شفع في المحتسب فعاد إلى مشائخته وغيرهما فحقد على القوم لهذا السبب ورام اثلام عرضه عند السلطان فدبر هذه الحيلة وفي يوم الأربعاء تاسع عشرينه خلع على المحتسب باستقراره في مشايخته الشيوخ بخانقاه سرياقوس عوضا عن الشهاب أحمد ابن المحب أن الأشقر بحم عزله.
وفي هذا الشهر ورد الخبر من نائب أياس إنه حصل بمدينة أياس زلزلة عظيمة سقط منها عدة أبنية وسقط من قلعتها بدن عظيم من شدة الزلزلة.