للزيارة ولتماس بركته وردد إليه الناس فوجاً فوجا وعظم ذلك حتى صار لا يتصل إليه أحد إلا بعد جهد كبير من كثرة الخلائق وافتتن الناس به ثم صار يحتجب عنهم فلا يصل إليه إلا من له شوكة أو هو من أعيان الدولة وبقيت الحارة التي هو بها تشبه بعض المقترحات من كثرة الخلائق والباعة والمتنزهين والزوار واستمر ذلك أزيد من عشرة أيام وأمره في نمو وزيادة وزاره جماعة من أكابر الأمراء وأعيان الدولة وقصده ذوو العاهات وأرباب الأمراض المزمنة وكثر الكلام فيهم ما وقع لهم معه إلى أن بلغ السلطان أمره فأمر كلا من والى القاهرة وحاجب الحجاب تنبك بضربه وحبسه فلما دخلا عليه جبن تنبك عن ضربه ولم يجسر عليه وبلغ ذلك السلطان فنفاه إلى ثغر دمياط بطالا وتولى وخشقدم الطواشي ضربه وحبسه وتوجه تنبك للثغر من الغد ومسفره جانبك اليشبكي الوالي فلما حبس العبد أصبح الوالي من الغد فوجد على باب السجن خلائق ممن له اعتقاد فيه فضرب بعضهم وحبس بعضهم.
وفي يوم السبت ثالث عشرة أفرج عن الشمس الديسطي من حبس الديلم وادعى عليه عند القاضي الأول السنباطي قاضي المالكية بدعاو كثيرة الله اعلم بصحتها فاقتضى رأي القاضي تعزيزه فعززه تعزيزا بالغا وافحش في أمره بما ظهر فيه الغرض التام في أذاه مراءة لخاطر أبي الخير النحاس ثم شهره في الشوارع عريانا ينادي عليه هذا جزاء من تهرب من الشرع ثم حبس ثانيا والسبب في ذلك وفي تحامل النحاس عليه إنه لما مات داود المغربي التاجر وكان أوصى لاسنبغا الطياري رأس نوبة النوب والجمالي ناظر الخاص وغيرهما فتقدم الديسطي هذا وختم على موجوده لأنه من جملة الأوصياء أو من جهة بعضهم وبلغ ذلك النحاس فوقع بينه وبين الديسطي يسببه كلام وحلف الديسطي اه ما ختم على التركة فنزل من وقته وأرسل إلى الديسطي بع رسل الشرع ففر وساق فرسه حتى طلع القلعة فدخل إلى السلطان وسأله أن يكون الدعوى عند الحنفي ونزل فأدعى عليه عنده ثم وقع ما حكيناه.