إذا أنا أبثثتُها حاجةً ... أطالَ فؤادي إضمارَها

أرَتْني مَخايلَ يُعجبْنَني ... لغيريَ تُنزلُ أمطارَها

فيا ليتَ شِعري هل أُبصرنَّ ... بوادي العقيقين حُضَّارَها

وهل أشهدنَّ بتلك الهِضا ... بِ سَحْبَ الذُّيولِ وتَجْرارَها

وعاذلةٍ باكرَتْني تلومُ ... وتَفري من الغَيظ أطْمارَها

تخافُ عليَّ اجْتِنابي البلادَ ... ورَمْيي بنفسيَ أقطارَها

فقلتُ لتعلمَ ما نيَّتي ... وأنْ لستُ أحفلُ إكثارَها

أعاذلَ مهلاً فقِدْماً عصيتُ ... مقالَ النِّساء وتأمارَها

دَعيني فلا أنا أرْجو الخلودَ ... ولا النَّفسُ تسبقُ مقدارَها

وليس القعودُ بمُنْجي النُّفوس ... بلِ اللهُ يكتبُ إنشارَها

وأرضٍ قطعتُ بلا صاحبٍ ... إذا الآلُ ألبَسَ أطرارَها

لهوتُ ببِيضٍ حِسان الوُجو ... هِ لم يَلجِ الضِّحُّ أبشارَها

كمثلِ الجآذرِ يُلهينَنِي ... وأدْعو إلى اللَّهوِ أبكارَها

وخَيلٍ هديتُ وخيلٍ حميتُ ... إذا هيَ لم تحمِ أدبارَها

وما زلتُ منذُ فهمتُ الشُّؤون ... ونقضَ الأمور وإمْرارَها

لِزازَ خُصومٍ إذا أجْلبوا ... أُكفكفُ بالصَّمتِ مِهذارَها

وكشَّافَ هولٍ وركّابَهُ ... وحَلاّلَ بيدٍ وسيّارَها

عقرتُ لهم عندَ إرْمالهم ... قلوصي ولم أدعُ أيْسارَها

ولم أكُ إذْ خِفتُ إرمالَهم ... كمنْ يكسعُ الشَّوْلَ أغبارَها

فهذا بلائي وإنِّي امرؤٌ ... حَلَبْتُ المعيشةَ أشطارَها

وكنتُ إذا ما أردتُ القَريضَ ... تخبِّرُني الجنُّ أشعارَها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015