وهذا البيت أجود من بيت سحيم عبد بني الحسحاس لأنَّ العبد ذكر في بيته الشَّعر فقط وهذا ذكر في صدر بيته الشَّعر وفي عجزه الثّغر وهما متقاربان، ومثله لامرئ القيس:

لياليَ تصطاد الرِّجالَ بفاحمٍ ... أثيثٍ كقنو النَّخلة المتعثكلِ

وأخذ قوله أيضاً: " وجيد كجيد الرِّيم ليس بعاطل " البيت، من قول امرئ القيس:

وجيدٍ كجيد الرِّيم ليس بفاحشٍ ... إذا هيَ نضَّتْهُ ولا بمعطَّلِ

وأخذ قوله: " كأنَّ الثُّريَّا علّقت " البيت، من قول الآخر:

كأنَّ الثُّريَّا علّقتْ فوقَ نحرِه ... وفي جيده الشِّعْرَى وفي وجهه القمرْ

إذا قيلتِ العوراءُ أغضَى كأنَّه ... ذليلٌ بلا ذلٍّ ولو شاءَ لانتصَرْ

وأخذ قوله: " فما بيضة بات الظَّليمُ " البيت وقوله: " ويجعلها دون الجناح " البيت بعده من قول أبي دؤاد الإيادي:

فما بيضةٌ باتَ الظَّليمُ يكِنُّها ... بأجرع من يَبْرينَ حرج نِعامُها

ويُرخِي جناحَيه عليها ويتَّقي ... رياحاً من الجوزاءِ طلاًّ رِهامُها

وأما قوله: " أشارت بمدراها " البيت، فمثل قول عمر بن أبي ربيعة:

أشارت بمدراها وقالت لأُختها ... أهذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يذكَرُ

ومثل قول أبي دَهبل:

أشارت بمدراها وإيَّايَ حاولتْ ... وقالتْ لتربَيْها عليَّ توقَّفا

والَّذي لا نشكّ فيه أنَّ عمر بن أبي ربيعة وأبا دَهبل أخذا هذا المعنى من العبد لأنه أقدم منهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015