فأُقسمُ لا أنفكُّ أبكيكَ ما دعتْ ... على فنَنٍ وَرقاءُ أو طارَ طائِرُ
قتيلَ بني عوفٍ فيا لَهْفَتا له ... وما كنتُ إيَّاهم عليه أُحاذِرُ
ولكنَّما أخشَى عليه قبيلةً ... لها بدُروب الرُّوم بادٍ وحاضِرُ
أمَّا قولها: " قتيل بني عوف " البيتين، فإنَّا عنتْ بهذه القبيلة غسَّان لأنَّهم ملوك يجوز أمرُهم، فقالت: إنَّما كنت أخشى أن يقتله بعض الملوك لا بني عوف وهذا هجاءٌ لهم وغضٌّ منهم، ومثله قول أبي خراش:
لعمرُك ما خشِيتُ على أُبَيٍّ ... مَصارعَ بين قَوٍّ والسُّلَيِّ
ولكنِّي خشيتُ على أُبَيٍّ ... جريرةَ سيفهِ في كلِّ حيِّ
فتَى الفِتيان مُحْلَوْلٍ مُمِرٍّ ... وأمَّارٍ بإرشادٍ وغيِّ
ومثله قول الآخر:
لعمرُك ما خشيتُ على يزيدٍ ... رماحَ الجنِّ أو إيَّاكَ حارِ
بَيْهس بن نُمير:
إذا ما دعَا الدَّاعي حُصيناً رأيتَني ... أُراعُ كما راعَ العجولَ مُهيبُ
وكم من سَمِيٍّ ليس مثلَ سَميِّه ... وإنْ كانَ يُدعَى باسمِهِ فيُجيبُ
منقذ بن عبد الرحمن يرثي امرأته:
وكذاكَ يفعلُ في تصرُّفِهِ ... والدَّهرُ ليس ينالُهُ وِتْرُ
كنتُ الضَّنينُ بمنْ أُصبتُ بهِ ... فسلوتُ حين تقادمَ الدَّهرُ
ولخيرُ حَظّك في المصيبةِ أنْ ... يلقاكَ عند نُزولها الصَّبرُ
أمَّا قوله: " كنت الضَّنين " البيت، فمثل قول الآخر:
وكما تبلَى وجوهٌ في الثَّرَى ... فكذا يبلَى عليهنَّ الحزنْ
ومثله قول الآخر:
يبرُدُ الحزنُ كلَّ يومٍ ويبلَى ... مثل ما يبرُدُ الحديثُ المُعادُ
مثله قول أحمد بن أبي فنن في محمد بن عبد الملك الزّيّات وقد أُصيب بولدٍ له:
أبا جعفرٍ والدَّهرُ فيه فجائعٌ ... تَروضكَ حتَّى لا تفيضَ المدامعُ
ستَسلو إذا ما الدَّهرُ مرَّتْ صروفُهُ ... عليكَ ولو أقسمتَ أنَّك جازعُ
مثله لأبي تمَّام:
عجائبَ حتَّى فيها عجائبُ
ابن المعذّل:
ليس بمسخوطٍ فِعالُ امرئٍ ... كلُّ الَّذي يفعلُ مسخوطَ
آخر: