وقذَى عينيك صَمغٌ ... ونواصيك ثَغامُ
شَعرُ ساقَيك وفَخْذيْ ... كَ خُزامَى وثُمامُ
قاعدٌ في وسْط سلمَى ... وحَواليك سِلامُ
أنتَ لو جُلتَ كذى لانْ ... جَفَلتْ منك نَعامُ
أنا ما ذَنبي إذا كذَّ ... بَني فيك الأنامُ
وبدتْ منك سَجايا ... نَبَطِيَّاتٌ لئامُ
وقَفاً يَحلف ما إنْ ... أعرَقَتْ فيك الكرامُ
وله أيضاً مثله من قصيدة:
أُريِّثُ عن عِرضه العالَمين ... وأرفعُ من ذِكره الخامِلا
ولو أنَّ في الصَّبرِ لِي مُبغِضاً ... لأمَّمه حافياً راجِلا
فما لي أُقاتلُ فيه الأنامَ ... فأقطَع في حبِّه الواصِلا
أنا قلتُ شهوتُهُ خارِج ... وقد زَعموا يشتهي داخِلا
وقد زعموا أنَّه حامِلٌ ... ومَن رأى ذكَراً حامِلا
وقد قَرَفوا أُمّه بالبَلاء ... فقلتُ اخْسَئوا قتمُ باطِلا
فقالوا كيف يكون الصَّمي ... مُ ينكِحُ ذا عدَمٍ وائِلا
ولو لم يكنْ ههنا ريبةٌ ... لمَا نكحَ النَّاهقُ الصَّاهِلا
وقد قيل في أُخته ما سمعتَ ... وقد صدَّق الفاعلُ القائِلا
أرادتْ وتِربٌ لها نُزهةً ... فصادفَتا ثمِلاً جاهِلا
فكان من الأمرِ ما قد علمتَ ... فآبتْ إلى أهلها حامِلا
وله أيضاً في هذا المعنى:
أنت عندي صَليبةٌ كم تصيحُ ... شَعرُ فخذَيك والمفارِقِ شِيحُ
عينُك القاصِعاءُ أنفك دَأما ... ءُ وأُذناك نافِقاءُ فسيحُ
شَعرُ إبْطَيك أبْهُقانٌ وصُدغا ... كَ شُكاعَى خلاله.....
قد عَدَدْناك في الذُّرى بعدَ وهمٍ ... فاعْف واصفحْ إنَّ الكريمَ صَفوحُ
قد أتينا من هذين المعنيين بما فيه مقنعٌ وتركنا منهما أضعاف ما ذكرنا.
أنشدنا أبو بكر بن دريد، رحمه الله، لجَهم بن خلف المازنيّ وزعم أنَّه أجود ما قيل في ذِكر الحمَام:
أبكيتَ أنْ صدحتْ حمامةُ أيكةٍ ... ورقاءُ تهتفُ في الأراكِ وتسجَعُ
عجباً لمبكَى عينها وجُمودِها ... وللوعةٍ في صدرها ما تقلِعُ
هيَّاجة الأحزان مِطراب الضُّحى ... تَبكي بشجوٍ دائمٍ وتفجَّعُ