ومثله قول دِعبل في مالك بن طوق إذ عُزل:
لا خيرَ فيك سوَى كلامٍ طيّبٍ ... ومَواعدٍ تُدنِي وفِعلٍ يُبعِدُ
وأُبوَّةٍ في تغلبٍ لو أنَّها ... للكلب كانَ الكلبُ فيها يزهدُ
ومثله قول أبي تمَّام في مالك أيضاً ورهطه:
كثرتْ فيهم المواشيُ إلاَّ ... أنَّها من مَناكحٍ ودِياتِ
ومثله لابن الروميّ:
كثرتْ دراهمُ خالدٍ ... لكنَّها من دَخلِ عِرسِهْ
ما شئتَ من خيرٍ يخبِّ ... رُ زائراً عن طِيب نفسِهْ
ومثله لعمارة بن عقيل:
ولا خيرَ فيه غيرَ أنَّ جيادَهُ ... مسوَّمةٌ ليستْ بهنَّ كُلومُ
وأسيافُهُ لم تدرِ ما طعمُ ضربةٍ ... فهنَّ صِحاحٌ ما بهنَّ ثُلومُ
مثله:
أغرَّك أنْ كانت لبطنك عُكنةٌ ... وأنَّك مَكفيٌّ بمكَّةَ طاعمُ
ومثله لأحمد بن يوسف الكاتب:
كنيفُ ديوانك مختومُ ... وأنتَ في دَينك مرْكومُ
أحسنُ ما فيك على أنَّه ... أقبحُ ما في الأُمَّةِ اللُّومُ
ومثله قول دِعبل في أبي تمَّام:
تشبَّهتَ بالأعراب أهل التَّعجرُفِ ... فدلَّ على فَحواكَ قبحُ التَّكلُّفِ
لسانٌ نُباطيٌّ إذا ما صرفتهُ ... إلى جهة الأعرابِ لم يتصرَّفِ
وشيخُك شيخٌ صالحٌ غيرَ أنَّه ... مليءٌ بتحبيرِ الرِّداءِ المفوَّفِ
لئن كانَ للأشعار والنَّحو حافظاً ... لقد كانَ من حفَّاظ سُورة يوسفِ
نسب أباه في هذا البيت إلى الحياكة لأنَّ أكثر الحاكة يحفظون سورة يوسف.
ومن المعنى الَّذي نحن فيه قول الأسلميّ في قومٍ كانوا يقولون أنَّهم من ولد عقيل بن أبي طالب، وكان شكَّ في نسبهم:
يقولونَ طبعُ الطَّالبيِّين مرَّةٌ ... وطبعُكم فيما يقولون بلغمُ
فإنَّهم أومَوا إلى دَفع حقِّكم ... ولا ذنبَ لِي إنَّ الأطبَّاء أعلمُ
وقد أكثر مَخلد بن بكَّار الموصليّ في هذا المعنى، ونحن نذكر بعض ذلك، فمنه قوله:
أنتُ عندِي جَدَلِيٌّ ... ليس في ذاكَ كلامُ
عربيٌّ عربيٌّ ... عربيٌّ والسَّلامُ
لك من ميراثِ آبا ... ئك قِسِيٌّ وسِهامُ
وضِبابٌ مُخضَباتٌ ... ويَرابيعٌ وهامُ