أنتَ الكريمُ الَّذي لا شيءَ يُشبهُهُ ... لا عيبَ فيك سوَى أنْ قيلَ من بشَرِ
البيت الأخير من هذه الأبيات مدحٌ مخرجه مخرج الذَّمّ وقد ذكره عبد الله بن المعتز في كتاب ألَّفه ولقَّبه بكتاب البديع، وهذا المعنى كثير في الشعر القديم والمحدث، فمن ذلك قول ابن المولى:
ألا بأبينا جعفرٍ وبأُمِّنا ... إذا ما أُسودُ الحرب سارَ لواؤُها
ولا عيبَ فيه غير ما خوفِ قومِه ... على نفسِهِ أن لا يطولَ بقاؤُها
والأصل في هذا المعنى وهو النهاية في الجودة والصحة والإصابة قول النابغة الذبياني:
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهم ... بهنَّ فلولٌ من قِراع الكتائبِ
وقد أخذ السَّموأل بن عاديا لفظ النابغة في هذا البيت ومعناه فقال:
ولا عيبَ فينا غير أنَّ سيوفنا ... بها من قِراع الدَّارِعين فلولُ
ومن هذا المعنى قول جُويَّة بن عطيَّة السَّعدي:
ولا عيبَ فينا غير أنَّه فِصالَنا ... عِجافٌ فقلنا نحن بالبازل البزما
وأنَّا نرَى أنَّ السُّيوفَ لئيمةٌ ... إذا لم نجدْ فيها من أعدائنا الدَّما
هذا مثل بيت النابغة إلاَّ أنَّ بيت النابغة أجود، ومثله قول النابغة الجعديّ:
فتًى تمَّ فيه ما يسرُّ صديقَهُ ... على أنَّ فيه ما يسوءُ الأعادِيا
فتًى كمُلتْ أخلاقُه غيرَ أنَّه ... جوادٌ فما يُبقي من المالِ باقيا
ومثله قول أبي الأسود:
يقولون نصرانيَّةٌ أُمُّ خالدٍ ... فقلتُ ذَروها كلُّ نفسٍ ودِينُها
فإنْ تكُ نصرانيَّةٌ أُمُّ خالدٍ ... فإنَّ لها وجهاً جميلاً يَزينُها
ولا عيبَ فيها غيرَ زُرقةِ عَينها ... كذاك عِتاقُ الطَّير زرقٌ عُيونها
ومثله قول نُصيب أو غيره:
سمعتُ بذكر النَّاس هنداً فلو أزلْ ... أخا دَنَفٍ حتَّى نظرتُ إلى هندِ
فأبصرتُ هنداً حرَّةً غير أنَّها ... تصدَّى لِقتل المسلمين على عَمْدِ
ومثله قول ابن الرّوميّ:
ولا عيبَ فيها غيرَ أنَّ ضجيعَها ... وإن لم تُصبهُ السَّاهريَّةُ يسهرُ
ومثله قول ابن رابعة اليربوعيّ: