48 - إنك إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك، فقلت ما قلت، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا وقال: أحسنت إليك؟ ، فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي عليك من ذلك شيء، فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يديّ، حتى يذهب عن صدورهم، فقال: نعم، فلما جاء الأعرابي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه، فقال ما قال، وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي، كذلك يا أعرابي؟ ، فقال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
49 - (إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه، فاتّبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا، فقال لهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها، وأنا أعلم بها، فتوجه إليها وأخذ لها من قتام الأرض، ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار) (?) هذه حرية في الرأي يمنحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الأعرابي ليعلمه أن رأيه غير صائب، وليربي أصحابه حملة الدعوة على الخير هذا المنهج السديد، ولم تتوقف حرية الرأي للرجل أو المرأة في ظل الإسلام تقف فاطمة بنت محمد رضي الله عنها أمام أبي بكر خليفة رسول الله - رضي الله عنه - معلنة رأيها في الحصول على نصيبها من ميراث أبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيستقبلها - رضي الله عنه - ويسمع منها، ويجيبها بما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: