لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} (?) مثنيا على استنباط عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يطلق، قال عمر - رضي الله عنه -: "فكنت أنا استنبطت ذاك الأمر، وأنزل الله آية التخيير" وكانت تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ تسع نسوة خمس من قريش: عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وأم سلمة بنت أبي أمية، وسودة بنت زمعة، وغير القرشيات: زينب بنت جحش الأسدية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، رضوان الله عليهنّ، فلما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعائشة، وكانت أحبهن إليه فخيّرها وقرأ عليها القرآن فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة، فرؤي الفرح في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتابعنها على ذلك، فلما اخترن الله ورسوله شكرهن الله - عز وجل - على ذلك وقصره عليهنّ، فقال: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} (?) وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن أعرابيا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعينه في شيء، قال: فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا، ثم قال: أحسنت إليك؟ ، قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه، فأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم أن كفوا، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال: