عنها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما أصلح الله تعالى به أمر الصحابة المعارضين للصلح، ومن أشدهم عمر - رضي الله عنه - قال: فعملت لذلك أعمالا، قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:
39 - قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال: فو الله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج لا تكلّم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلّم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل غما (?) ولم تكن المرأة رأسا في الشورى، ولكنها تسهم فيما يتعلق بالنساء بالدرجة الأولى، ولم يحدث في عهد النبوة، ولا الخلافة الراشدة أن جمع النساء للشورى، ولا بعضهنّ، ولا يمنع أن تكون حالات فردية كما حدث لعمر - رضي الله عنه - سمع امرأة وهي تقول:
تطاول هذا الليل واسودّ جانبه ... وأرّقني ألّا حبيب ألاعبه
فو الله لولا خشية الله والتقى ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
ولكن عقلي والحياء يكفني ... وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
فأصبح عمر فأرسل إليها فقال: أنت القائلة كذا وكذا؟ ، قالت: نعم، قال: ولم؟ ، قالت: أجهزت زوجي في هذه البعوث، قال: فسأل عمر حفصة، كم تصبر المرأة من زوجها؟ ، فقالت: ستة أشهر، فكان عمر بعد ذلك يقفل بعوثه لستة أشهر (?) والمرأة إذا كانت دينة صالحة عاقلة، هي حجة فيما لا يطّلع عليه إلا النساء.