أسامة: فأشار بالذي يعلم من براءة أهله، وأما علي فقال: لم يضيِّق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فقال - صلى الله عليه وسلم - للجارية: هل رأيت من شيء يريبك قالت: ما رأيت أمراً أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله، فقام - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيراً، فذكر براءة عائشة رضي الله عنها (?) واستشار - صلى الله عليه وسلم - الناس في خطبة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ما تشيرون عليَّ في قوم يسبُّون أهلي، ما علمت عليهم من سوء قط، وكانت الأئمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضّح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة، فقال عمر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

38 - (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟ ) فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين ما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تابعه بعد عمر - رضي الله عنه -، فلم يلتفت أبو بكر - رضي الله عنه - إلى مشورة، إذ كان عنده حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الذين فرّقوا بين الصلاة والزكاة، وأرادوا تبديل الدين وأحكامه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من بدَّل دينه فاقتلوه، وكان القرَّاء أصحاب مشورة عمر، كهولاً أو شبَّاناً، وكان وقَّافاً عند كتاب الله - عز وجل - (?) ولم يخل الأمر من استشارة النساء، ففي الحديبية أشارت أم سلمة رضي الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015