زعم أحد شيئا من ذلك، فإنما هو تجريد للمرأة من بعض أو كل فضائل الإسلام، لتعيش حياة ربما تكون بعيدة كل البعد عن الآخرة، وإلا فقدت من الآخرة بقدر ما أهملت من فضائل الإسلام وقيمه.
إن رعاية المرأة لبيت زوجها ليس أمرا عاديا، إنه أمر جلل ومنصب عظيم منحته المرأة في الإسلام، وذلك أن إدارة شؤون الأسرة تحتاج إلى صفات عالية وكبيرة لا تتوفر إلا في المرأة، ولا يمكن لرجال كثر أن يقوموا مقام امرأة واحدة في تسيير شؤون الأسرة، ولذلك كانت المرأة مدرسة بكل مقوماتها الدينية والخلقية والسلوكية والاجتماعية والسياسية، ومن هنا قال شوقي:
الأم مدرسة البنين وحسبهم ... أن يغتذوا من ثديها المهراق
فمنها يكون النتاج الصالح على خير ما يكون الصلاح، والأمهات مصانع الرجال، يقول معروف الرصافي:
فحضن الأم مدرسة تسامت ... بتربية البنين أو البنات
ويقول ميخائيل:
فحضن الأم مدرسة تسامت ... بتخريج الأساتذة الثقاة
ويقول حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق
انظر الأم في فلسطين حينما صقلها الإسلام، كم لها من مواقف مشرّفة إذا أقامة فرائض ربها، واحتسبت ما تصاب به في أسرتها، فهي في عداد المجاهدين، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: