عاش الإمام ابن تيمية في عصر تبدلت فيه أحوال الأمة الإسلامية فكرا وسلوكا, وكان ذلك منذ أن بعدت عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وبذلك تخلفت عن الدور القيادي الذي قدره الله لها, وأمرها بأن تسير إليه على طريق الجهاد ... وكان أن أخذت الأمة من فكر غيرها مما لا يحكمه كتاب ولا سنة بقدر ما تركت من هذين المصدرين الرئيسين في شرعة الإسلام.
وارتفعت الصيحات المخلصة تدعو الأمة حكاما ومحكومين وعلماء وعامة إلى الأخذ بمنهج الإصلاح الذي صلحت به حال هذه الأمة من قبل, وهو العودة إلى الكتاب والسنة والاسترشاد بمفهوم السلف الصالح وتطبيقهم لما في الكتاب والسنة من المبادئ والمقومات البناءة للنهضة والإصلاح.
كان المرض لذي أصاب الأمة هو الزيف الفكري, والابتداع الزائف لشرع الله وسنة رسوله.
وقد أدى هذا الابتداع الزائف إلى صراع مرير بين دعاة الإصلاح عن طريق العودة إلى سلوك السلف من الصحابة والتابعين وبين أولئك الذين أعطوا أنفسهم حتى الإضافة والحذف كما يحلو لهم, وفيما ليس فيه حق.
واقتضى هذا الصراع ظهور مدارس متعددة تدور حول العقيدة والسلوك وهما حركة الإسلام.
وكانت أبين هذه المعارك وأظهرها صيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في