وقد قال في تنزيله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 1.
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} بأنها النياحة.
وتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من الحالقة والصالقة.
"والحالقة"2: التي تحلق شعرها عند المصيبة.
والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة.
وقال جرير بن عبد الله: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعتهم الطعام للناس من النياحة.
وإنما السنة أن يصنع لأهل الميت طعام, لأن مصيبتهم تشغلهم.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نعى جعفر بن أبي طالب لما استشهد بمؤتة فقال: "اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم" 3.
وهكذا ما يفعل قوم آخرون يوم عاشوراء من الاكتحال والانخضاب, أو المصافحة, والاغتسال, فهو بدعة أيضا لا أصل لها, ولم يذكرها أحد من الأئمة المشهورين.
وإنما روي فيها حديث: " من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض تلك السنة ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام" نحو ذلك.