فأما اتخاذ المآتم في المصائب, واتخاذ أوقاتها مآتم, فليس من دين الإسلام, وهو أمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا أحد من السابقين الأولين, ولا من التابعين لهم بإحسان, ولا من قادة أهل البيت, ولا غيرهم.
وقد شهد مقتل علي أهل بيته, وشهد مقتل الحسين من شهده من أهل بيته, وقد مرت على ذلك سنون كثيرة, وهم متمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا يحدثون مأتما, ولا نياحة, بل يصبرون ويسترجعون كما أمر الله ورسوله, أو يفعلون ما لا بأس به من الحزن والبكاء عند قرب المصيبة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان من العين والقلب فمن الله, وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان" 1.
وقال: "ليس منا من لطم الخدود, وشق الجيوب, ودعا بدعوى الجاهلية" 2. يعني: مثل قول المصاب "يا سنداه, يا ناصراه, يا عضداه".
وقال: " إن النائحة إذا لم تتب قبل موتها فإنها تلبس يوم القيامة درعا من جرب, وسربالا من قطران " 3.
وقال: "لعن الله النائحة والمستمعة إليها" 4.