وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح من رواية أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أن حاطب بن أبي بلتعة كاتب كفار مكة لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزوهم غزوة الفتح, فبعث إليهم امرأة معها كتاب يخبرهم فيه بذلك, فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك, فبعث عليا والزبير فأحضرا الكتاب, فقال: "ما هذا يا حاطب"؟ فقال: والله يا رسول الله ما فعلت ذلك أذى ولا كفرا, ولكن كنت امرءاً ملصقا من قريش, ولم أكن من أنفسهم, وكان من معك من أصحابك لهم قرابات يحمون بها أهليهم, فأردت أن أتخذ عندهم يدا أحمي بها قرابتي, فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه شهد بدراً, وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" وأنزل الله تعالى في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} الآيات2.