في العالم الإسلامي في العصر الحديث ثم تتابعت بعدها حركات الإصلاح في فترات مختلفة قربا وبعدا.
ومما يدل على أن حالة العالم الإسلامي في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين متشابهة ما ذكره الدكتور عبد الرحمن عميرة في البحث الذي قدمه لأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية عام 1403هـ، بعد أن ذكر كلام الشيخ سليمان بن سحمان عن حالة نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال:
"وهذه الصورة التي قدمها لنا الشيخ سليمان بن سحمان لم تكن قاصرة على مصر دون مصر أو على سهل دون نجد وكلها تكاد تكون شاملة عامة في كثير من بلاد المسلمين إلا من عصم ربي"1 ثم ذكر صورا كثيرة كانت موجودة في مصر والعراق وغيرهما مشابهة لما كان موجودا في نجد ونقل عن المصادر التي التاريخية ما يؤكد ذلك ثم إن واقع العالم الإسلامي لا يزال به شبه مما كان عليه أهل نجد فيها يتصل بالقبور والطواف حولها ودعوة أصحابها مما يعد شركا في العبادة من الخوف والرجاء وغيرها.
والذي يظهر لي في هذا أن منطقة نجد وما حولها فشا فيها الجهل أكثر من غيرها لبعدها عن مراكز العلم ووعورة مسالكها واضطراب حبل الأمن فيها، وأن تركيبة السكان فيها تكونت من بادية رحل وحاضرة مقيمين في القرى والمدن، وأن حالة البادية دخل عليها تغيير كبير في أمور الدين، وأن فرائض الإسلام قد حصل فيها تفريط وخلل كاد أن يعمهم وأن ما لدى البادية من عادات ومعتقدات باطلة بدأت تتسرب إلى الحاضرة بدرجات متفاوتة من بلد لآخر. وأن حاضرة كانوا مقيمين لفرائض الدين محافظين على أصوله وفروعه في غالب أمور حياتهم وأن ما دخل عليهم