ويقول ابن غنام – رحمه الله – "وكان عندهم رجل من الأولياء اسمه "تاج" سلكوا فيه سبيل الطواغيت فصرفوا إليه النذور وتوجهوا إليه بالدعاء واعتقدوا فيه النفع والضر وكانوا يأتونه أفواجا لقضاء شئونهم وكان هو يأتي إليهم من بلدة الخرج إلى الدرعية لتحصيل ما تجمع من النذور والخراج وكان أهل البلاد المجاورة جميعهم يعتقدون فيه اعتقادا عظيما فخافه الحكام وهاب الناس أعوانه وحاشيته فلا يتعرضون لهم بما يكرهون ويدعون فيهم دعاوى فبعضهم ينسبون إليهم حكايات قبيحة وكانوا لكثرة ما تناقلوها وأذاعوها يصدقون ما فيها من مين وزور فزعموا أنه أعمى وأنه يأتي من بلدة الخرج من غير قائد يقوده وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات التي ضلوا بسببها عن الصراط المستقيم "1

ويقول الشيخ عبد اللطيف في كتاب "منهاج التأسيس" عن تلك الفترة الزمنية: "وعبدت الكواكب والنجوم وصنف في ذلك مثل أبي معشر وصاحب السر المكتوم وعظمت القبور وبنيت عليها المساجد وعبدت تلك الضرائح والمشاهد وجعلت لها الأعياد الزمانية والمكانية وصرفت لها العبادات المالية والبدنية ونحرت لها النحائر والقرابين وطاف بها الفوج بعد الفوج من الزائرين والسائلين وحلقت لأربابها رؤوس الوافدين واستبيح فيها ما اتفقت على تحريمه جميع الشرائع والنبوات وكثر المكاء والتصدية بتلك الفجاج والعرصات وبارزوا بتلك القبائح العظام رب الأرض والسموات وصنف في استحبابه بعض شيوخهم كابن المفيد وظنه الأكثر من دين الإسلام والتوحيد "2

كما أن المصادر التاريخية لهذه الفترة الزمنية عن هذه المنطقة تدل على وجود علماء فضلاء على عقيدة السلف الصالح ينكرون هذه البدع والخرافات ويبينون للناس ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015