الخلاصة
إن الفترة الواقعة من القرن العاشر إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري من الفترات الحالكة في تاريخ الأمة الإسلامية عامة وفي منطقة نجد وقلب جزيرة العرب خاصة وذلك لعدة أسباب منها:
1- التمزق السياسي الذي حاق بالأمة الإسلامية وذهب بريحها.
2- الركود الفكري والثقافي إذ توقف مد الثقافة الإسلامية وأقفرت مرابعها.
3- جمود الفقه الإسلامي وعدم قدرة علمائه على مواجهة المشكلات بحلول إسلامية.
4- ضعف الصلات السياسية والعلمية والثقافية بين حواضر العالم الإسلامي.
5- ضياع الأهداف العليا للأمة الإسلامية وعدم وضوحها في أذهان قادة الأمة وأفرادها.
6- كثرة الاختلافات السياسية والفكرية المذهبية وقيام التعصب الأعمى للمذهب والقبيلة والبلد.
7- تعدد القيادات السياسية وقيام المشاحنات بينها وكثرة الفتن.
8- تركيز الخلافة العثمانية في عهدها الأخير على جمع الجبايات وتجميع المغانم من الأقاليم الإسلامية وإهمال الجوانب الإصلاحية في أمور الدين والدنيا معا.
9- قلة العلم وانتشار الجهل وانحصار الفقه في مختصرات قليلة غير كافية.
10- اعتبار المناصب الدينية والرئاسية مغانم والسعي إلى كسب الوجاهات.
11- ظهور الابتداع في الدين والانحراف في العقيدة والخروج عن جادة الحق في كثير من مظاهر الحياة.
وإذا كانت هذه الأسباب وغيرها قد أحاطت بالمسلمين في معظم ديارهم قد ظهرت بصورة أوضح في نجد وقلب جزيرة العرب لعدة اعتبارات خاصة بالمنطقة إلى جانب الأسباب المشتركة الأخرى. فقد كانت بلاد نجد في هذه القرون من أضيق المناطق والأقاليم في موارد الرزق وأصعبها وطرقا وهي بلاد اضطرب فيها