وتأييدها في عملها من جماهير المسلمة التي أقبلت على هذا الدين إقبال الظمآن على الماء العذب الزلال.
وبذلك تم القضاء على المنازعات الحادة التي كانت سائدة قبيل قيام هذه الدعوة في هذه المنطقة من العالم الإسلامي التي فقدت السلطة السياسية العادلة منذ نصف القرن الخامس الهجري وفشا فيها الجهل وانحسر وازع الدين في كثير من الناس فيها لا سيما البوادي فكانت هذه الدعوى هي الشفاء من الله لأدواء هذه الأمة في هذه المناطق الداخلة في شبه الجزيرة العربية والحمد لله أولا وآخرا على فضله.
1- خروج منطقة نجد من عزلتها:
إن فقد القيادة السياسية الراشدة في هذه المنطقة من منتصف القرن الخامس الهجري وبعدها عن مراكز الخلافة الإسلامية وحواضر العالم الإسلامي ومراكز العلم فيه واضطراب حبل الأمن فيها وقطع السبل منها وإليها وسوء الحالة الاقتصادية في هذه الفترة من تاريخها وقلة مواردها المالية وما فرضته هذه الأمور مجتمعة على هذه المنطقة من تجتمع القبائل العربية على شيوخها لتأمين سلامتها والاغارة على خصومها واعتمادها السلب والنهب وسيلة للعيش في هذه المنطقة كل ذلك جعل أهل هذه المنطقة في عزلة شديدة عن العالم الإسلامي عامة حرمها من المد الثقافي والوعي السياسي والتفاعل مع العالم الإسلامي في قضاياه المختلفة وجعلها مشغولة بما هي فيه من شدة وضيق واضطراب أحوال كثير في ظلها الجهل وقل العلم وضعف فيها الوازع الديني، لاسيما في صفوف البوادي وأفراد القبائل وانعدم الوعي وقامت في هذا المجتمع مواضعات وأعراف حلت محل السلطة السياسية والقضائية والدينية.
وكان من ثمار هذه الدعوة المباركة إعادة ما فقدته من علم الشريعة ووازع الدين والروابط الاجتماعية القائمة على مبادئ الدين والسلطة السياسية التي تحرس الدين وتحقق العدل وتربط هذه المنطقة المهمة من العالم الإسلامي، والخروج بهذا المجتمع من عزلته إلى الانفتاح ومن الجهل إلى العلم ومن الفوضى إلى النظام ومن