الفرقة والشتات إلى التوحيد والتكاتف وحمل هموم الأمة المسلمة في مختلف ديارها والمساهمة في دفع الأخطار عنها وإيقاظ روح العلم والجهاد في سبيل الله في نفوس الناس كافة سواء من كان منهم تحت ظل هذه الدعوة أو خارجها. واندفعت بقوة يمنه ويسره للالتحام بالعالم الإسلام في مشرقه ومغربه. وباستيلائها على سواحل شبه الجزيرة العربية الشرقية والغربية وقيامها على الحرمين وقيادة الحجيج في كل عام استطاعت أن تسمع الناس كافة صوت الحق وداعي النهضة الإسلامية المنبعث من تلك المنطقة التي ضربت عليها العزلة قرونا متطاولة وحملت مسئوليتها مع غيرها من أقطار العالم الإسلامي في إحياء الروح الإسلامية ودفع الأخطار الحدقة في العالم الإسلامي وحمل هم المسلمين وقضاياهم المهمة فكانت هذه ثمرة واحدة من ثمار هذه الدعوة المباركة.
1- إحياء روح الأخوة الإسلامية:
كان الناس في وسط شبه الجزيرة العرب قبل هذه الحركة الإصلاحية على حالة سيئة من التقاطع والتدابر والتنابز بالألقاب وكانت روابطهم تقوم على النسب والمصالح والأهواء وتلبية الغرائز وسد الحاجات وتحقيق الوجاهة وروابط الأرض والطين والتراب.
ولما جاءت هذه الدعوة الإصلاحية التي عادت بهذا المجتمع المسلم إلى أصوله الإسلامية ودينه القويم فانقاد لها من آمن بها ورفضها من جهل حقيقتها إذ كان في دخوله فيها إزالة لبعض مصالحه أو وجاهته أو متعه. وانقسم المجتمع إلى أنصار لهذه الدعوة وخصوم لها. وكانت المدرسة العلمية التي يقوم عليها الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب تركز على مبدأ الأخوة في الدين والتعاون على البر والتقوى والتجمع لنصرة الحق وحث الناس على الموالاة في الله والمعاداة فيه، ومحاولة إشاعة روح الأخوة الإسلامية بكل مقتضياتها الواسعة بين أفراد أنصار هذه الدعوة.
فجعل كلمة الإخوان هو الاسم المميز لطلاب مدرسته وأتباع دعوته كبيرهم