والصالحين وقصدها الناس لطلب النفع ودفع الضر وقضاء الحاجات، فظهر الشرك يعلن عن نفسه بين أظهر المسلمين في كثير من ديارهم وشب على ذلك الصغير وهرم عليه الكبير.

وقامت بدعة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وما يكون فيها من اختلاط الرجال بالنساء وممارسة بعض الأعمال البدعية مثل الغناء وضرب الدفوف والحركات الصوفية. وتبوأ أصحاب الطرق الصوفية مكانة كبيرة في نفوس العامة حتى صار لهم من التأثير على الناس ما ليس لغيرهم، كل ذلك كان على حساب مذهب السلف الذي كانت عليه هذه الأمة من عهد النبوة حتى عصور الجمود المتأخرة في النصف الثاني من عهد الخلافة العثمانية والتي بلغت من السوء غايته في القرن الثاني عشر الهجري , وما تلاه من عهود حتى سقوط الدولة العثمانية بل استمرت آثارها ماثلة إلى يومنا هذا في كثير من ديار المسلمين.

وظهور الشرك والبدع والخرافات والجمود في الفقه وسوء حالة الخلافة الإسلامية العثمانية بعد هرمها كان أهم حافز لقيام الدعوة الإصلاحية التجديدية في نجد على يد المصلح محمد ين عبد الوهاب – رحمه الله – لرد الناس إلى الله وتحقيق توحيده وإقامة دينه واستعادة عز المسلمين. وعن هذه الفترة قال صاحب كتاب حاضر العالم الإسلامي: ج 1ص 259:

"وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سجفا من الخرافات وقشور الصوفية وخلت المساجد من أرباب الصلوات وكثر عدد الأدعياء الجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ويوهمون الناس بالباطل والشبهات ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء".

ومن هذا العرض السريع يتضح أن الحالة الدينية في العالم الإسلامي قد بلعت غاية التدني في القرن الثاني عشر الهجري على يد الأعاجم من الخلفاء والسلاطين والوزراء والكتاب وقواد الجيوش الإسلامية عن علم في بعض الأحيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015