ولم تقم في شبه القارة الهندية دعوة إصلاحية واحدة فحسب ولكن قامت فيها عدة دعوات كتب لبعضها النجاح التام وبعضها الآخر تم له نجاح محدود كقوة سياسية ذات نفوذ مستقل.
فمن الحركات التي كتب لها نجاح كبير حرك أهل الحديث في الهند وقائدها العظيم صديق حسن خان ملك بهوبال الذي قامت دولته على الدين الخالص وإحياء السنن وإماتة البدع وكان له عناية بعلوم الشريعة أصولا وفروعا فحقق وألف ونشر ودعا الناس إلى التوحيد. وأقام كيانا سياسيا في شبه القارة الهندية على التوحيد وظل ما شاء الله على ذلك. وإن كانت الدولة قد زالت فإن آثار هذه الدولة الفكرية والدينية لا تزال قائمة في نفوس أتباعها ممثلة في جمعية أهل الحديث.
ومن أشهر قادة الإصلاح الديني والاجتماعي في الهند أحمد بن عرفان الذي كانت له جهود عظيمة في إيقاظ الروح الإسلامية في القارة الهندية. وكان له تأثير بالغ في صفوف المسلمين في نشر الدعوة السلفية ورعاية أتباعها والحركة الفرائضية التي أسسها عام 1804 م الداعية الإسلامي الهندي شريعة الله وخلفه في تتميم دعوته ابنه البار المسمى "دوذ ميان" الذي أعطى لهذه الحركة بعدا جديدا وقوة ضاغطة ووقف في وجه الاستعمار الإنجليزي في الهند ينافح عن دعوته ويعمل على نشر مبادئها السلفية بكل قوة طيلة حياته.
ومن أصحاب الحركات الإصلاحية في الهند كذلك الأمير السيد أحمد أحد أمراء الهند الذي أقام دعوته السلفية في إقليم البنجاب. وأخذت دعوته تتعاظم وتمتد. وأقام دولة إسلامية حملت راية الدعوة الإسلامية والجهاد في سبيل الله في وجه أعداء الإسلام من إنجليز وأعوانهم والعارضين من الهنود لدعوته حتى هدد نفوذه شمال الهند، وبقيت آثار هذه الحركة في نفوس أتباعها حتى اليوم في إقليمي البنجاب والبنغال.