فدعت إلى العودة بالمجتمع المسلم الليبي إلى الإسلام واعتماده على الكتاب والسنة واجتهاد فقهاء المسلمين في ضوئهما ومحاربة الاختلاف والتفرق في الدين ومواجهة المبشرين بالنصرانية بسلاح الإيمان والعلم والعمل والاعتماد على ذاتية المجتمع المسلم ومحاربة الاستعمار الإيطالي المتسلط. وقد حققت قدرا كبيرا من النجاح في نشر الإسلام والتعريف بأصوله ومبادئه ومقتضياته وتحقيقه ومحاربة التبشير النصراني وإعادة الثقة في النفوس بصلاحية الإسلام وقدرته على الصمود في وجه المد الاستعماري الغربي المتمثل في الاستعمار الإيطالي في ليبيا، وتكوين دولة إسلامية عزيزة الجناب امتدت آثارها الدينية إلى أفريقيا الغربية. وأقامت مدرسة علمية إسلامية خرجت العلماء والقضاء والدعاة في تتابع مستمر امتدت آثاره إلى العالم الإسلامي والدول المجاورة لليبيا. وبقيت آثار هذه الدعوة بعد زوال سلطتها السياسية.
وفي المغرب والجزائر قامت دعوات كل من الأمير عبد القادر الجزائري الذي ناهض الاستعمار الغربي سنوات طويلة تقارب عشرين عاما، وشاركه في جهاده الطويل كل من عبد الكريم الخطابي في مراكش ومحمد بن عبد الكريم الخطابي الذي شارك في الجهاد ومكافحة الاستعمار الغربي الفرنسي والأسباني في كل من المغرب والجزائر معا.1
ثم رفعت راية الجهاد الإسلامي في المغرب العربي بعدهم جمعية العلماء بالجزائر بقيادة الشيخ المصلح عبد الحميد بن باريس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي اللذين كان لجهادهما الأثر البالغ في إيقاظ روح الجهاد الإسلامي في مغربنا العربي الإسلامي حتى حصلت الجزائر على استقلالها وطرد المستعمرين منها إلى غير رجعة إن شاء الله.