فإن إيمانها بمبادئ الإسلام وأصول التوحيد لا يزال قائما في نفوس الناس الذين عاشوا في ظل تلك الدولة الإسلامية.
وفي شمال السودان قامت دعوة إصلاحية أخرى هي الدعوة المهدية التي أسسها أحمد بن عبد الله الذي بدأ دعوته سرا في جزيرة أبا ثم جهر بدعوته وأعلن للناس مبادئ دعوته الإصلاحية ودعا علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم إلى تأييدها ومناصرتها ومحاربة أعداء الدين تحت لوائها1
وقد نادت هذه الحركة الإصلاحية في شمال السودان بوحدة الأمة المسلمة السودان ونبذ الفرقة والاختلاف وأخذ الدين من أصول الشرعية الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح وحذرت من تعدد المذاهب والطرق الصوفية وأن ذلك كان سببا في اختلافها وذهاب ريحها والعمل على إقامة خلافة إسلامية مهتدية تقوم برفع مستوى الحياة المادية والاجتماعية والسياسية والدينية وتعمل على محاربة الاستعمار وإقامة مجتمع إسلامي نظيف.
ورفعت هذه الدعوة لواء الجهاد في سبيل الله في وجه الاستعمار الغربي الإنجليزي. وحققت هذه الراية انتصارات عديدة سعيا وراء استقلال السودان في دولة إسلامية، إلا أنها لم تستطع أن تصل إلى غايتها المرسومة على الصورة المطلوبة. ولكنها ظلت دعوة عامرة في نفوس قطاع واسع في المجتمع السوداني المسلم تكون رابطة إسلامية قوية عرف أتباعها فيما بعد بالأنصار. وأخيرا أطلق على أتباع هذه الدعوة حزب الأمة.
وفي ليبيا قامت الدعوة السنوية التي أسسها الإمام محمد بن علي السنوسي 2وهو الذي عاصر دخول الدولة السعودية الأولى للحجاز واختلط بعلمائها وأخذ عنهم ثم عاد إلى ليبيا وقام بدعوته الإصلاحية التي اتخذت الإسلام طريقا لها في العمل