وفرق وعصبيات, وسادة الفكر الصليبي أو الصهيوني، أو ما يريده هذا وذاك أن يسود، وانتفى فيه التكافل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

وانهار فيه الدين:

انهار عقيدةً بين تفريط الكافرين والفاجرين والعاصين، وإفراط المسرفين الذين ارتدوا إلى النقيض الآخر,

وانهار خلقًا بترك الصدق والأمانة والعِفَّة، وعاون على ذلك إعلامٌ فاجر لا يرعى الله ولا الأخلاق، ولا القيم، ويحقق للصهيونية والصليبية كل ما تبتغيه، عقيدةً وخلقًا وسلوكًا.

كما ساعد على ذلك تعليم تفلّت أو يتفلَّت من قيود الإسلام، ليعلي قيمًا غير إسلامية، وليُقِرّ مناهج غير إسلامية في مجال الطبيعيات والعلوم الإنسانية والاجتماعية, وليزري عن عمد أو عن جهل بالدين ورجاله وعلمائه؛ فيزري بالتالي بقيمه وأحكامه.

وفي النهاية انهارت أحكام الإسلام، فشاع الزنا, وساد الربا, وفشا الظلم، وتعارف الناس على المنكر، وتناهوا عن المعروف، وتعاونوا على الإثم والعدوان, وتعلَّق الناس بالصنفين اللذين ذكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأمراء والعلماء، فإذا بالأولين أوّل من دبَّ إليهم الفساد، وإذا بالآخرين آخر من دبَّ فيهم الفساد.

كل ذلك إلّا ما رحم ربي.

وإنما ترحمون بضعفائكم, ولولا شيوخ ركّع, وأطفال رضّع, وبهائم رتَّع، لحلَّ بنا العذاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015