يكون ذلك بين الزوجين، ويشع فيملأ البيت كله سكنًا ومودة ورحمة.
- يحكم الإسلام علاقتهما، زواجًا واستمرارًا وإنهاءً أو طلاقًا.
ويحكم العلاقات بين الآباء والأبناء، فيوجب على الآباء العطف وحسن الرعاية وتعويدهم الصلاة, ثم ضربهم عليها، والتفرقة بين الذكور والإناث في المضجع،.. إلخ. ويوجب على الأبناء الإحسان إلى الآباء، وألَّا يقولوا لهما أفٍّ ولا ينهروهما.
وإن جاهداه على الإَشراك بالله فلا يطيعهما, ولكن {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} , ثم يحكم العلاقات بين الإخوة والأخوات, وبين سائر ذوي الرحم.
ويوصي بالرحم خيرًا "الرحم قطعة مني, مَنْ وصلها وصلته، ومَنْ قطعها قطعته" , وينهي نهيًا جازمًا {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} .
"لا يدخل الجنة قاطع رحم".
وينظم في النهاية الأحكام المالية، كالميراث والوصية بما يحقق عدالة عجزت من البلوغ إليها كل الأنظمة، فلا تزال بريطانيا تعطي الإرث للابن الأكبر, ولا تزال الولايات المتحدة تطلق يد المورث في تركته فيوصي بها إلى عشيقته، أو كلبه, ويحرم أبناءه وأسرته.
أما المجتمع المسلم:
فهو مجموع هؤلاء الأفراد، ومجموع هؤلاء الأسر، يقوم كما يقومون على الالتزام وليس مجرد الانتماء.
ويعرف التكافل بين أفراده حتى ليصير مثله "مثل المؤمنين في تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى".
ويتحقَّق التكافل اجتماعيًّا، كما يتحقق اقتصاديًّا، وأخيرًا يتحقق سياسيًّا متمثلًا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} , ويشرحه