الشيوعية التي أعلنت عداءها للأديان, فلم يجدوا من الحماية الأجنبية ما يلقي غيرهم, مما دفع بهم إلى الانضمام
لحركة القومية العربية التي كانت تتبناها الطائفة في سوريا1.
أما الروم الكاثوليك فإنهم يتميزون عن بقية الطوائف بالثراء الفاحش من جهة, وباحتلالهم المراكز الحسَّاسة مثل: منصب وزير الخارجية, فمنذ عام 1960 ومنصب وزير الخارجية لا يشغله إلّا كاثوليكي.
وطائفة الأرمن من بين الطوائف المسيحية هي التي تكون أغلبية أعضاء الحزب الشيوعي في لبنان, ويمتازون بشدة اختلاطهم بأغلب الأوساط اللبنانية دعاةً لنشر مذهب الشيوعية, ولا يبالون بما تعلنه الشيوعية من عداوة الأديان, وكثير من الأنشطة الثقافية التي تمارس بإدارة الأرمن كلها أنشطة شيوعية2.
وبالرغم من محاربة الحكومة اللبنانية للشيوعية, واعتبار القانون اللبناني عدم شرعية الحزب الشيوعي, إلّا أنها تصرّح له بإصدار صحيفة ناطقة باسمه, هي صحيفة النداء, التي تدعو صراحة إلى الشيوعية وتندد بخصومها.
وإذا كان لمثل هذا الوضع أكثر من دلالة إلّا أنه في رأينا يمثّل التعاون بين الطوائف المسيحية على ضرب كل محاولة لجعل لبنان ذا طابع عربي أو إسلامي.
أما الطوائف الإسلامية: فينقسمون إلى السُّنَّة والشيعة والدروز, وهم يزيدون عن نصف عدد السكان.
ويتركَّز المسلمون السُّنَّة في بيروت وطرابلس, وقد خضع مسلمو بيروت