الوفاق, وهي شبيهة بما اتفقت عليه انجلترا وفرنسا سنة 1904 من اتفاق ودي, ونعتقد أنه وفقًا لسياسة الوفاق تَمَّ توزيع النفوذ بين القوتين العظميين.

كذلك تَمَّ التقارب بين الولايات المتحدة والمارد الشيوعي الجديد "الصين", بقدر ما تَمَّ التباعد بين الأخيرة وبين الاتحاد السوفيتي.

ولا شكَّ أن الشيوعية تعيش هذه الأيام شبابها فلم يمض عليها غير خمسين عامًا، وهي مدة بسيطة في عمر الأمم، بينما تعيش الرأسمالية شيخوختها، وهو ما يمكن أن نستنتج منه أن الشيوعية هي الوريث الطبيعي للرأسمالية -ما لم ينهض أصحاب المعسكر الثالث- وهو ما بدا من اتساع رقعة الشيوعية يومًا بعد يوم, والتهامها لفيتنام ولاوس، وكمبوديا, واستمرارها في الالتهام.

ج- المعسكر الإسلامي:

ونحن نضعه معسكرًا ثالثًا إلى جوار المعسكر العظيميين.

باعتبار ما سيكون وهو قريب بإذن الله.

وباعتبار ما كان وهو قريب كذلك, لم يمض عليه إلّا قرابة نصف قرن.

لقد كان العالم الإسلامي يومًا هو المعسكر الوحيد الذي لا يناطحه معسكر آخر, ولسوف يكون كذلك بإذن الله.

وهو بمقتضى عدده، وموقعه، وطاقاته، وخبراته، يمكن، بل ينبغي أن يأخذ المقام الأول.

وما يعتريه اليوم من ضعف وتفكك هو وليد مؤامرات المعسكرين ومن وراءهما، وهو بحول الله تعالى وقوته، ثم يقظة أبنائه، ثم بمتضى سنن الله في كونه, سوف ينهض وسوف يعود.

وعلى أعداء الإسلام أن يختارو لأنفسهم ليوم قريب:

إما أن يكفوا عن حربنا في ديننا, وعن إخراجنا من ديارنا؛ ليكونوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015