وهذا مشعر بأنه فى مثل قوله تعالى هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ (?) مبتدأ محذوف الخبر قال ابن الأثير: لفظ هذا في هذا المقام من الفصل الذى هو أحسن من الوصل وهو علاقة وكيدة بين الخروج من كلام إلى كلام أخر (ومنه) أى من الاقتضاب القريب من التخلص (قول الكاتب) هو مقابل الشاعر عن الانتقال من حديث إلى آخر (هذا باب) فإن فيه نوع ارتباط حيث لم يبتدئ الحديث الآخر بغتة (وثالثها) أى ثالث المواضع التى ينبغى للمتكلم أن يتأنق فيها ...
===
(قوله: وهذا مشعر إلخ) أى: أن ذكر الخبر فى هذا التركيب مشعر بأنه المحذوف فى نظيره كقوله تعالى: هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ؛ لأن الذكر يفسر الحذف فى النظير، فلفظ هذا فيما تقدم على هذا مبتدأ محذوف الخبر، والحاصل أن التصريح بالخبر فى بعض المواضع نحو: هذا ذكر- يرجع احتمال كونه مبتدأ محذوف الخبر على بقية الاحتمالات
(قوله: فى هذا المقام) أى: مقام الانتقال من غرض إلى غرض آخر
(قوله: من الفصل الذى هو أحسن من الوصل) أى: مما يفصل بين كلامين فصلا أحسن عند البلغاء من التخلص الذى هو الوصل بالمناسبة؛ وذلك لأن لفظ هذا ينبه السامع على أن ما سيلقى عليه بعدها كلام آخر غير الأول ولم يؤت بالكلام الثانى فجأة حتى يشوش على السامع سمعه لعدم المناسبة، وأما التخلص المحض فليس فيه تنبيه السامع على أن ما يلقى هل هو كلام آخر أو لا
(قوله: وهو علاقة إلخ) أى: ولفظ هذا علاقة وكيدة أى: وصلة بين المتقدم والمتأخر، (وقوله: وكيدة) أى: قوية شديدة أى:
يتأكد الإتيان بها بين الخروج من كلام والدخول فى كلام آخر (وقوله: وهو علاقة وكيدة) كالعلة لما قبله، وهو أحسنية هذا فى مقام الانتقال من الوصل بالمناسبة
(قوله: هو مقابل الشاعر) أى: فالمراد الناثر
(قوله: هذا باب) أى: وكذا قوله بعد تمام كلام والشروع فى كلام آخر، وأيضا كذا وكذا
(قوله: فإن فيه نوع ارتباط) أى: لأنه ترجمة على ما بعده ويفيد أنه انتقل من غرض لآخر، وإلا لم يحتج للتبويب، فلما كان فيه تنبيه