(وكقوله) تعالى عطف على قوله كقولك بعد حمد الله يعنى من الاقتضاب القريب من التخلص ما يكون بلفظ هذا كما فى قوله تعالى بعد ذكر أهل الجنة هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ فهو اقتضاب فيه نوع مناسبة وارتباط لأن الواو للحال ولفظ هذا إما خبر مبتدأ محذوف (أى الأمر هذا) والحال كذا (أو) مبتدأ محذوف الخبر أى (هذا ذكر وقد يكون الخبر مذكورا مثل قوله تعالى) بعد ما ذكر جمعا من الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام وأراد أن يذكر بعد ذلك الجنة وأهلها هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ بإثبات الخبر أعنى قوله ذكر ...
===
على معنى من أيضا قوله: هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ (?) أى: هذا المذكور للمؤمنين، والحال أن للطاغين إلخ
(قوله: فهو اقتضاب) أى: لأن ما بعد هذا لم يربط بما قبلها بالمناسبة، ولكن فيه نوع ارتباط ووجه الربط هنا أن الواو فى قوله وإن للطاغين واو الحال وواو الحال تقتضى مصاحبة ما بعدها لما قبلها برعاية اسم الإشارة المتضمن لمعنى عامل الحال وهو أشير، فالمحصل للربط واو الحال مع لفظ هذا
(قوله: أى الأمر هذا) أى: الأمر الذى يتلى عليكم هو هذا، والحال أن كذا وكذا واقع
(قوله: أو مبتدأ محذوف الخبر) أى: أو مفعول فعل محذوف أى: اعلم هذا، أو فاعل فعل محذوف أى: مضى هذا، والحال أن كذا وكذا
(قوله: بعد أن ذكر جمعا من الأنبياء) أى: وهم أيوب فى قوله تعالى: وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ (?) وإبراهيم وإسحق ويعقوب فى قوله: وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (?) أى: أصحاب القوى فى العبادة وَالْأَبْصارِ أى:
البصائر فى الدين وإسماعيل واليسع وذو الكفل فى قوله: وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ (?)، وقد اختلف فى نبوته قيل كفل مائة نبى فروا إليه من القتل، وقوله: هذا ذِكْرٌ أى: لهم بالثناء الجميل، وقوله وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ أى: الشاملين لهم ولغيرهم لحسن مآب أى: مرجع فى الآخرة، وقوله جنات عدن: بدل من حسن مآب
(قوله: الجنة) هى قوله لَحُسْنَ مَآبٍ (?) (وقوله: أهلها) هو قوله: للمتقين.