(الانتهاء) لأنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم فى النفس فإن كان حسنا مختارا تلقاه السمع واستلذه حتى جبر ما وقع فيما سبقه من التقصير وإلا كان على العكس حتى بما أنساه المحاسن الموردة فيما سبق فالانتهاء الحسن (كقوله: وإنّى جدير (?)) أى خليق (إذ بلغتك بالمنى، ) أى جدير بالفوز بالأمانى ...
===
على إرادة الانتقال لم يكن الإتيان بما بعده بغتة فكان فيه ارتباط ما ولفظ أيضا فى كلام المتأخرين من الكتّاب يشعر بأن الثانى يرجع به على المتقدم، وهذا المعنى فيه ربط فى الجملة بين السابق واللاحق ولم يؤت بالثانى فجأة.
(قوله: الانتهاء) أى: الكلام الذى انتهت به وختمت به القصيدة أو الخطبة أو الرسالة وختم المصنف كتابه بالكلام على حسن الانتهاء لأجل أن يكون فيه حسن انتهاء، حيث أعلم بفراغ كلامه وانتهائه ففيه براعة مقطع
(قوله: آخر ما يعيه) أى:
يحفظه (وقوله: السمع) أى: سمع السامع ويرتسم فى نفسه أى: يدوم ويبقى فيها فأل عوض عن المضاف إليه
(قوله: تلقاء السمع) أى: بغاية القبول
(قوله: حتى جبر ما وقع فيما سبقه من التقصير) أى: فتعود ثمرة حسنه إلى مجموع الكلام بالقبول والمدح
(قوله: وإلا كان على العكس) أى: وإن لم يكن الانتهاء حسنا مجه السمع، وأعرض عنه وذمه، وذلك قد يعود على مجموع الكلام بالذم؛ لأنه بما أنسى محاسنه السابقة قبل الانتهاء فهو أى: ما ختم به الكلام كالطعام الذى يتناول فى الآخر بعد غيره من الأطعمة، فإن كان حلوا لذيذا أنسى مرارة أو ملوحة ما قبله، وإن كان مرّا أو مالحا أنسى حلاوة ما قبله
(قوله: فالانتهاء الحسن) أى: فما وقع به الانتهاء الحسن
(قوله: كقوله) أى: كقول الشاعر: وهو أبو نواس فى مدح الخصيب بن عبد الحميد، والخصيب بوزن الحبيب كما فى الأطول
(قوله: وإنى جدير) أى: حقيق لكونى شاعرا مشهورا عند الناس بمعرفة الشعر والأدب (وقوله: إذ بلغتك) أى: وصلت إليك بمدحى (وقوله: بالمنى) أى: بما أتمنى وهو