بل قصد نوع من الربط معنى مهما يكن من شىء بعد الحمد والثناء فإن كان كذا وكذا (قيل: وهو) أى قولهم بعد حمد الله أما بعد هو (فصل الخطاب) قال ابن الأثير: والذى أجمع عليه المحققون من علماء البيان أن فصل الخطاب هو أما بعد لأن المتكلم يفتتح كلامه فى كل أمر ذى شأن بذكر الله وتحميده فإذا أراد أن يخرج منه إلى الغرض المسوق له فصل بينه وبين ذكر الله تعالى بقوله: أما بعد.
وقيل: فصل الخطاب معناه الفاصل من الخطاب أى الذى يفصل بين الحق والباطل على أن المصدر بمعنى الفاعل. وقيل: المفصول من الخطاب وهو الذى يتبين من يخاطب به أى يعلمه بينا لا يلتبس عليه فهو بمعنى المفعول ...
===
اقتضابا
(قوله: بل قصد نوع من الربط) أى: والربط يقتضى المناسبة بين المعلق والمعلق عليه، فالتعليق يتضمن نوع مناسبة
(قوله: على معنى مهما إلخ) مرتبط بمحذوف أى:
من حيث الإتيان بأما بعد؛ لأنها بمعنى مهما يكن إلخ
(قوله: هو فصل الخطاب) أى: هو المسمى بهذا اللفظ، والمراد بالخطاب الكلام المخاطب به، وكذا يقال فيما يأتى
(قوله: قال ابن الأثير إلخ) القصد من نيل كلامه تأييد ذلك القيل والتورك على المصنف حيث حكاه بقيل مع أن المحققين أجمعوا عليه
(قوله: إلى الغرض المسوق له) أى: الذى سبق الذكر والتحميد لأجله
(قوله: فصل بينه) أى: بين ذلك الغرض وبين ذكر الله بقوله أما بعد أى: فلفظ أما بعد حينئذ فاصل فى ذلك الخطاب أى: الكلام المخاطب به وهو المشتمل على الثناء، وعلى الغرض المقصود على وجه لا تنافر فيه ولا سماجة، بل على وجه مقبول كما مر، وعلم من هذا أن فصل فى قولهم فصل الخطاب مصدر بمعنى فاصل، وأن الخطاب بمعنى الكلام المخاطب به، وأن الإضافة على معنى فى.
(قوله: الفاصل من الخطاب) أى: من الكلام (وقوله: أى الذى يفصل) أى يميز بين الحق والباطل، فكل كلام ميز بين الحق والباطل يقال له فصل الخطاب على هذا القول
(قوله: على أن المصدر بمعنى الفاعل) أى: والإضافة على معنى من
(قوله: وقيل المفصول) أى: المبين المعلوم من الخطاب أى: من الكلام فكل كلام يعلم المخاطب به علما بينا يقال فيه فصل الخطاب على هذا القول
(قوله: فهو بمعنى المفعول) أى: والإضافة