وأما التمليح بتقديم الميم بمعنى الإتيان بالشىء المليح كما فى التشبيه والاستعارة فهو هاهنا غلط محض وإن أخذ مذهبا (فهو أن يشار) فى فحوى الكلام (إلى قصة أو شعر) أو مثل سائر (من غير ذكر) أى ذكر واحد من القصة أو الشعر وكذا المثل فالتلميح إما فى النظم أو فى النثر والمشار إليه فى كلّ منهما إما أن يكون قصة أو شعرا أو مثلا تصير ستة أقسام والمذكور فى الكتاب مثال التلميح فى النظم إلى القصة والشعر ...

===

ومراعاة له

(قوله: فهو هاهنا غلط محض) أى: نشأ من توهم اتحاد الأعم بالأخص؛ لأن الإتيان بالشىء المليح أعم من التلميح الذى هو النظر إلى شعر أو قصة أو مثل

(قوله: وإن أخذ مذهبا) أى: وإن جعل ذلك مذهبا للشارح العلّامة حيث سوّى بين التلميح والتمليح وفسّرهما بما قاله المصنف

(قوله: أن يشار فى فحوى الكلام) أى: فى أثنائه كذا قرر بعض الأشياخ، وقرر بعضهم أن فى بمعنى الباء أى: أن يشار بفحوى الكلام أى بقوته وقرائنه المشتمل عليها

(قوله: أو مثل سائر) أى شائع بين الناس وزاد الشارح المثل على المتن إشارة إلى أن فيه قصورا وأنه لا مفهوم للقصة والشعر، بل فى الأطول أن من التلميح الإشارة إلى حديث أو آية كما يقال فى وصف الأصحاب- رضى الله عنهم- والصلاة على الأصحاب الذين هم نجوم الاقتداء والاهتداء فإن فيه تلميحا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (أصحابى كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم) (?) وكقول الشاعر:

نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأى مختلف

فإن فيه تلميحا لقوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (?)

(قوله: أى ذكر واحد) أشار الشارح إلى أن الضمير لواحد؛ لأن العطف بأو، وحينئذ فلا يعترض على المصنف بعدم مطابقة الضمير لمرجعه

(قوله: فالتلميح إما فى النظم أو النثر) أى: لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015