وأراد بالألوان ما فوق الواحد؛ بقرينة الأمثلة؛ فتدبيج الكناية (نحو قوله: تردى) من: ترديت الثوب: أخذته رداء (ثياب الموت حمرا فما أتى ... لها) أى: لتلك الثياب (الليل إلا وهى من سندس خضر) ...
===
اللفظ دون المعنى، فلا يكون ذلك من المحسنات المعنوية، بل اللفظية- كذا ذكر العلامة عبد الحكيم. وذكر بعضهم أن ذكر الألوان باقية على حقيقتها لا يمنع التدبيج كما فى قوله:
ومنثور دمعى غدا أحمرا ... على أسّ عارضك الأخضر
وكما فى قول الصلاح الصفدى:
ما أبصرت عيناك أحسن منظرا ... فيما يرى من سائر الأشياء
كالشّامة الخضراء فوق الوجنة ال ... حمراء تحت المقلة السّوداء
(قوله: وأراد) أى ذلك البعض (وقوله بقرينة الأمثلة) أى كالمثال الأول
(قوله: نحو قوله) أى قول الشاعر، وهو أبو تمام فى مرثية أبى نهشل محمد بن حميد التى رثاه بها حين استشهد وأولها:
لذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
(قوله: تردّى ثياب الموت) أى جعلها رداء لنفسه والمراد أنه لبسها، وأراد بثياب الموت الثياب التى كان لابسا لها وقت الحرب وقتل وهو لابس لها، وعلى هذا فإضافة ثياب للموت لأدنى ملابسة، (وقوله: حمرا) حال من ثياب وهى حال مقدرة إذ لا حمرة حين اللبس لتأخر تلطخها بالدم عنه. ا. هـ سم. قال يس: وفيه نظر، والأظهر أن المراد بثياب الموت الثياب التى كفن بها، انتهى.
وفيه أنه يكفن فى الثياب التى مات فيها وهو كان لابسا لها قبل حصول الدم.
فتأمل.
(قوله: من سندس) هو رقيق الحرير
(قوله: خضر) مرفوع على أنه خبر بعد خبر لا مجرور صفة لسندس لأن القوا فى مضمومة الروى فإن قبله:
وقد كانت البيض القواضب فى الوغى ... قواطع وهى الآن من بعده بتر