(و) الثانى (نحو قوله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (?) ومن الطباق) ما سماه بعضهم تدبيجا؛ من دبج المطر الأرض؛ إذا زينها؛ وفسره بأن يذكر فى معنى من المدح، أو غيره ألوان لقصد الكناية، أو التورية، ...
===
المحرمة لا باطنا وهى كونها مزرعة للآخرة. والشاهد فى قوله: لا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظاهِراً (?) فإن العلم الأول منفى والثانى مثبت، وبين النفى والإثبات تقابل فى الجملة أى باعتبار أصلهما لا باعتبار الحالة الراهنة؛ لأن المنفى علم ينفع فى الآخرة والمثبت علم لا ينفع فيها ولا تنافى بينهما.
(قوله: والثانى) وهو أن يكون أحدهما أمرا والآخر نهيا
(قوله: نحو قوله تعالى) أى ونحو اضرب زيدا ولا تضرب عمرا
(قوله: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) من المعلوم أن الخشية لا يؤمر بها وينهى عنها من جهة واحدة بل من جهتين كما فى الآية، فقد أمر بها باعتبار كونها لله ونهى باعتبار كونها للناس، فالتنافى بين الأمر والنهى إنما هو باعتبار أصلهما لا باعتبار مادة استعمالهما فتأمل.
(قوله: ومن الطباق ما سماه بعضهم تدبيجا) إنما جعله من أقسام الطباق ولم يجعله وجها مستقلا برأسه من أوجه المعنوى لدخوله فى تعريف الطباق، لما بين اللونين أو الألوان من التقابل
(قوله: من دبج المطر الأرض إذا زينها) أى بألوان النبات، فذكر الألوان فى الكلام تشبيه بما يحدث بالمطر من ألوان النبات، أو أنه مأخوذ من الدبج وهو النقش؛ لأن ذكر الألوان كالنقش على البساط
(قوله: وفسره) أى وفسر ذلك البعض التدبيج
(قوله: أو غيره) كالهجاء والرثاء والغزل
(قوله: لقصد الكناية أو التورية) أى:
بالكلام المشتمل على تلك الألوان، وأو مانعة خلو فتجوز الجمع كما فى مثال الحريرى الآتى، واحترز بقوله لقصد الكناية أو التورية عن ذكر الألوان لقصد الحقيقة، فلا تكون من المحسنات؛ لأن الحقيقة يقصد منها إفادة المعنى الأصلى، وعن ذكرها لقصد المجاز كأن يذكر ألوانا وينصب قرينة تمنع من إرادتها بحيث لم يتحقق الجمع بين الألوان إلا فى