يا كعبة الؤدد ... حتى على المال لا تشفق
فمثلك الندب ... يسابق الجلة فيسبق
يا أيها الحائم ... هل لك في عذب ملء الدلا
يمم بني القاسم ... وأقصد من الغرب إلى سلا
واستمط رواسم ... تخال بالركب وسط الفلا
سفائنا تجهد ... في أبحر الآل ما تغرق
يستبشر الركب ... وتشتكي الرحلة ألاينق
أدعوه بالقاضي ... وأمره يقضي علي لي
أنا به راض ... لأنه يرضي لأملي
قل غير معتاض ... بمن على الأرض منه قل:
أما ترى أحمد ... في مجده العالي لا يلحق
أطلعه الغرب ... فأرنا مثله يا مشرق
كيف السبيل إلى ... صبري وفي العالم أشجان
والركب وسط الفلا ... بالخرد النواعم قد بانوا
أقلبن يوم الحمى ... في سندسيات الحلل
بيض كمثل الدمى ... سود الفروع والمقل
فيا معنى بما ... لو ناله نال الأمل
دون ذوات الحلي ... تصان بالصوارم حرمان
أبغ النجاة ولا ... يغررك بالضراغم غزلان
لم يدر شيئا سوى ... تعذيبه لصبه
وما شكوت الهوى ... إليه خوف عتبه
وكنت قبل النوى ... مكتتما لحبه
فعندما رحلا ... فاضت بدمع ساجم أجفان
أطلعن مني على ... سري وهل للهائم كتمان
أهدى إليّ السرور ... بحر يفيض بالمنن
أن حاربتني الدهور ... فهو حسامي والمجن
فقل لكل فخور ... مثل أبي يعقوب كن
ذاك الذي كملا ... وفي جميع العالم نقصان
وطالما عدلا ... وللزمان الظالم عدوان
ذو سؤدد لا ينال ... لو تبعته الأنجم
إذا ذكرت النزال ... فهو الجريء المقدم
وأن طلبت النوال ... فهو الجواد المنعم
تالله مذ بذلا ... ما قام للغمائم ميزان
أضرب به المثلا ... فأن جود حاتم بهتان
ومزمع للسفر ... لم يرض غيري مستشار
فقال تدري سفري ... هم على البحر بحار
فقلت سر الخبر ... عندي فخذه باختصار
أن جئت أرض سلا ... تلقاك بالمكارم فتيان
هم سطور العلا ... ويوسف ابن القاسم عنوان
إلى متى ... بوصلنا تبخل ولا تلين
ولا تفي ... فيشمت العذل بالعاشقين
أنت القمر ... يجلو الدجى نوره
تحت الشعر ... يرف ديجوره
إذا خطر ... ناداه مهجوره
يا من عتا ... طوبى لمن قبل ذاك الجبين
ويشتفي ... من ريقك السلسل قبل المنون
أين الأمل ... من وجنة تكسى
ورد الخجل ... وأكتسي الورسا