قالت (سُعيدةُ) والدموع ذو ارف

...

منها على الخدين والجلباب

ليت المغيريَّ الذي لم أجزه

...

في ما أطال تصيدي وطلابي

كانت ترد لنا المنى أيامُها

...

إذلا نلام على هوى وتصابي

أسُعيدُ.. ما ماء الفرات وطيبُه

...

مني على ظمأ وحب شراب

بألذ منك، وان نأيت وقلما

...

يرعى النساء أمانة الغياب

ويعقب على النص بأنه تُغُنِّي فيه باسم (سكينة) مكان سُعَيدة وإنما غَّيره المغنون، ثم يروي عن لسان اسحق الموصلي قوله: غنيتُ الرشيد يوما بقوله: قالت سكينة والدموع ذوارف ...

فوضع القدح من يده وغضب غضبا شديدا ثم قال: لعن الله الفاسق ولعنك معه.. ويحك أتغنيني بأحاديث الفاسق ابن أبي ربيعة في بنت عمي وبنت رسول الله صلي الّله عليه وسلّم؟!!.

وفي هذا وذاك ما يؤكد أن اسم (سكينة) كان صريحا في ذلك أو أن كونها هي المقصودة بهذه الأبيات أمرٌ مشهور يدركه السامع ولو أبدل باسمها غيرُه.

وليس ثمة أي غموض في أن الفاسق إنما يتغزل بالطاهرة وبأسلوب الماجنين، وهي وقاحة لا يحتملها سمع مسلم..

ورب قائل إن المرجَّح كونُ الأصل هو اسم سعيدة لا سكينة، وإنما اختلط على الرواة لاتفاق وزن الاسمين.. وسواء كان الأصل ذلك أو هذا فسيظل الأمر في نطاق الكبائر، لأن المقصود بسعدي حسب تعريف الأصفهاني نفسه هي بنت الصحابي الجليل عبدا لرحمن بن عوف- 17/157 - أحد العشرة المبشرين بالجنة والسابقين إلى الإسلام.

فكيف إذا علمت أن مضمون هذا الغزل أبعد ما يكون عن الواقع، وبهذا يصرح المؤلف في الصفحة نفسها حين يروي ذلك الحوار بين الشاعر الفاسق وسُعدى بنت الصحابي الجليل، إذ رأت الشاعر يطوف بالبيت فأرسلت إليه: إذا فرغت فأتِنا فأتاها فقالت وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015